[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]غزة- يوسف صادق
لم
يعد أمام محمد معمر، رب أسرة فلسطينية مكونة من ثمانية أفراد، إما الموت
برصاص إسرائيلي أو الحياة وجلب لقمة العيش على بعد أمتار من دبابات
إسرائيلية تتمركز على السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الخط الأخضر.
ويحمل محمد بحسب ما قال للعربية.نت يومه منذ الصباح الباكر أدواته الخاصة
التي لا تتعدى دلوين وفأس وغربال، ويتوجه بهم نحو معبر صوفا التجاري التي
تتحكم به إسرائيل لدخول الأسمنت ومادة "الحمصة" التي تستخدم في البناء.
وكان عشرات التجار الفلسطينيين الذين يعملون في تجارة الحمصة، يضعون
حمصتهم في مكبٍ خاص بالقرب من الحدود، ثم يقومون في وقت لاحق بتعبئتها من
جديد في شاحنات فلسطينية داخل قطاع غزة، إلا أنهم توقفوا تماماً عن جلبها
من إسرائيل والضفة الفلسطينية، في ظل منع إسرائيل دخول ما يقرب من 4 آلاف
صنف بما فيهم الحمصة.
وقال
معمر الذي كان برفقة عشرات أرباب الأسر الذين جاءوا للبحث عن الحمصة في
المكب القديم "بقيت عشرات الأطنان من الحمصة، فنأتي للبحث عنها وإستخراجها
وغربلتها عن الرمل، ثم نبيعها للتجار الذي يبعونها بدورهم للمواطنين، إلا
أن الجنود الإسرائيليون لم يتركونا في حالنا".
وأضاف "في اللحظات الأولى من قدومنا إلى مكب الحمصة القديم، يبدأ الجنود
الإسرائيليون بإطلاق النار علينا مباشرة في وقت تتحرك فيه الدبابات نحونا،
لكن لا مفر أمامنا- إما الموت بنيرانهم أو أن نبقى أحياء نحن وأولادنا دون
جوع".
وتمنع إسرائيل دخول أيٍ من المواد الأساسية لحياة الفلسطينيين منذ أسر
جنديها جلعاد شاليط بأيدي ثلاث فصائل فلسطينية منهم حركة حماس التي تسيطر
على غزة.
وزاد الأمر صعوبة عند الفلسطينيين بعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع في
أواخر عام 2008. ويشير الكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور ناصر جربوع، إلى
أن الفقر والبطالة أجبرت الناس على التوجه نحو الموت للحياة.
وقال الباحث الفلسطيني لـ"العربية.نت" ما يقرب من 150 فلسطينياً لقوا
مصرعهم في الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون بين غزة والأراضي المصرية، ومع
ذلك، فلن يردع الموت آلاف الشباب للعمل في نفس الأنفاق.
وكذلك الأمر نحو العمل على الحدود عند معبر صوفا التجاري التي تسيطر عليه إسرائيل".
واعتبر الدكتور جربوع أن هامس العمل في قطاع غزة منعدم تماماً. وقال "لا
يوجد أمام الناس مجالات أخرى يتجهون نحوها للعمل، فلم يتبق لهم سوى العمل
أمام عتبات الموت".
وتسيطر إسرائيل على خمسة معابر تفتح أبوابها نحو قطاع غزة، منهم أربعة
معابر تجارية، فيما يبقى للفلسطينيين معبر رفح البري المطل على الأراضي
المصرية لوصولهم إلى العالم الخارجي.