دبي - العربية، بغداد - وكالات
في
الوقت الذي اتهم فيه وزير الداخلية العراقي في لقاء مع "العربية"، قوائم
انتخابية بالتورّط في عدد من المخالفات التي شابت عملية فرز الأصوات، اتهم
نائب أوروبي بريطاني محافظ ليل الخميس الجمعة 12-3-2010 شخصيات بارزة في
المفوضية العليا للانتخابات في العراق بالتلاعب بنتائج الانتخابات
التشريعية لحساب إيران.
وقال ستروان ستيفنسون رئيس لجنة البرلمان الاوروبي للعلاقات مع العراق "بلغني ان مسؤولين رفيعي المستوى في اللجنة الانتخابية العراقية ضبطوا يتلاعبون (بالانتخابات) بإدخال بيانات خاطئة في كمبيوتر الانتخابات".
وقال "لقد ضبطوا بالجرم المشهود وهم يحاولون التلاعب بنتائج الانتخابات لصالح رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي في محاولات فاضحة لسلب أصوات الشعب العراقي".
وقال ستيفنسون متحدثاً بصفة شخصية "هذا أمر فاضح ويشير بوضوح الى وجود حملة واسعة النطاق للتلاعب بنتائج الانتخابات، حملة تضمنت اغتيالات وتخويفاً وابتزازاً وتزويراً وتشير جميع عناصرها الى انها جرت بتوجيه وتمويل وإدارة طهران".
وتابع "يبدو ان جهوداً هائلة تبذل حالياً لمحاولة إنكار فوز (رئيس الوزراء السابق اياد) علاوي وقائمته العلمانية والوطنية".
وأضاف محذراً "أؤكد للذين يسعون لسلب (نتائج) الانتخابات العراقية انه سيتم فضحهم كسارقين ومنافقين وأن الاتحاد الاوروبي لن يغفر لهم بسهولة".
وأضاف ستيفنسون انه اتصل بالممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق ببغداد وحذره من ان "كل ساعة تمر تزيد من امكانات حصول تزوير". |
|
البولاني وعلاوي يشيران إلى تلاعبمن جهته، قال جواد البولاني وزير الداخلية العراقي في لقاء مع "العربية"، إنه يمتلك أدلة على تورط بعض القوائم الانتخابية في عدد من المخالفات التى شابت عملية فرز الاصوات، وإن على مفوضية الانتخابات الإجابة عن العديد من الاستفهامات بهذا الصدد.
وجاءت تصريحات البولاني بعيد نشر النتائج الجزئية للانتخابات التي أظهرت تقدم رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي والتحالف الكردستاني كل في معقله في الجنوب والوسط والشمال على التوالي.
بدورها، أصدرت القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي بياناً تحدثت فيه عن وقوع مخالفات واسعة النطاق في الانتخابات. وقال عدنان الجنابي أحد أعضاء القائمة العراقية إن عشرات المخالفات تم تسجيلها وتوثيقها لدى مفوضية الانتخابات. |
|
"المفوضية" تردّ ورداً على الاتهامات بوقوع أعمال تزوير، قال سعد الراوي عضو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، إن عمليات فرز الاصوات تمت امام اعين وكلاء القوى السياسية، وإن المفوضية لم تتلق شكاوى بشكل رسمي حتى يتسنى الرد عليها بنفس الطريقة.
وأصدرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ارقاماً تبين حصول ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء على حوالى 69 الف صوت في محافظة بابل الجنوبية، كبرى مدنها الحلة، ونحو 56 الف صوت في محافظة النجف.
كما اكدت الارقام حلول الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم الاحزاب الشيعية ثانياً في بابل (55 الفاً) والنجف (48 الفاً) في حين احتلت قائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي ثالثاً مع 32 الف صوت في بابل و9000 في النجف.
والنتائج تشكل ما نسبته 34% من اوراق الاقتراع في المحافظتين.
يذكر ان الائتلاف الوطني العراقي يضم احزاباً شيعية رئيسية مثل المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، و"الفضيلة" وشخصيات اخرى مثل احمد الجلبي المثير للجدل. |
|
علاوي يتقدم في وسط العراقوقال المسؤول في المفوضية اياد الكناني إن نتائج جزئية تشكل ما نسبته حوالى 17% من اوراق الاقتراع في محافظتي ديالى وصلاح الدين، وسط العراق، تظهر تقدم قائمة علاوي على منافسيها.
وتابع ان "العراقية" حصلت على اكثر من 42 الفا في ديالى في حين حل الائتلاف الوطني العراقي ثانياً بأكثر من 10 آلاف و500 صوت بينما حلت قائمة المالكي ثالثا بحوالى 10 آلاف صوت.
يذكر ان محافظة ديالى، كبرى مدنها بعقوبة، تعتبر عراقا مصغرا كونها تضم خليطا قوميا ودينيا متعددا من العرب السنة والشيعة والتركمان الشيعة والاكراد الشيعة والسنة وأقلية صغيرة من المسيحيين.
اما في محافظة صلاح الدين، كبرى مدنها تكريت، فقد حلت قائمة علاوي ايضا في المرتبة الاولى تليها قائمة "التوافق" ومن ثم "ائتلاف وحدة العراق" بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني. |
|
التحالف الكردستاني يتقدم في معقلهوفي محافظة اربيل، اكد الكناني ان التحالف الكردستاني يحل في الطليعة بعد فرز ما نسبته حوالى 27% من اوراق الاقتراع يليه حركة التغيير ومن ثم الاتحاد الاسلامي لكردستان العراق.
وأوضح الكناني ان هذه النسب المئوية تمثل استمارات تعكس كل منها مركزا للتصويت.
يذكر ان المفوضية خصصت 10 آلاف مركز للتصويت ضمنها 46 الف مكتب للادلاء بأصوات الناخبين. |
|
شكوك الى ذلك، قالت ندى الجبوري المرشحة عن جبهة الحوار الوطني المنضوية ضمن كتلة "العراقية" ان "النتائج المعلنة حتى الان تثير الشكوك والريبة فضلاً عن حصول تلاعب". وأضافت "ننتظر النتائج النهائية للانتخابات حتى نحدد موقفاً".
كما كانت المتحدثة باسم "العراقية" ميسون الدملوجي اعلنت في وقت سابق لاعلان النتائج عن خشيتها من "التلاعب" في الانتخابات.
وندد مرشحون من القائمة المذكورة بـ"التلاعب" متهمين النائب عن حزب الدعوة حيدر العبادي "متنقلاً بين اجهزة الكمبيوتر" في مركز العد والفرز.
بدوره، قال النائب عن المجلس الاسلامي الاعلى همام حمودي ان "الائتلاف الوطني العراقي يعبر عن قلقه حول بعض المؤشرات التي تدل على وجود نية مبيتة لحرف نتائج الانتخابات عن واقعها وصولاً الى الالتفاف على ارادة الشعب".
وطالب حمودي بأن "يحصل كل مرشح على عدد الاصوات التي حصل عليها عبر مكتب مفوضية الانتخابات في كل محافظة، وفقاً لقانون المفوضية".
وشدد حمودي النائب عن المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم على ان الائتلاف "سيرفض اي نتائج اولية تعلن قبل نشر كل نماذج العد والفرز في الموقع الالكتروني للمفوضية".
من جهة اخرى، قال مسؤولون في المفوضية إن عدد الشكاوى حول الانتخابات بلغ حوالى 1000 من قبل مرشحين وأحزاب.
وشارك في الانتخابات التي جرت الاحد الماضي 6281 مرشحاً بينهم 1801 امرأة موزعين على 12 ائتلافاً كبيراً وعشرات الكيانات السياسية بالاضافة الى مستقلين.
والأرقام التي اصدرتها المفوضية الخميس لا تشكل مفاجأة كونها تتطابق مع ما كان مسؤولون محليون في مكاتب المفوضية اعلنوه غداة الانتخابات من حيث تقدم المالكي في المحافظات الشيعية وعلاوي في المحافظات السنية. |