مريم الحقيقة عضو فعال
دعائك : المزاج : مكان الاقامة : مصر الجنس : عدد المساهمات : 63 نقاط : 111 تاريخ التسجيل : 17/02/2010 العمر : 44 العمل/الترفيه : لاشىء
| موضوع: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا الأربعاء فبراير 24, 2010 11:28 pm | |
| ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئاتأعمالنا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،أما بعد؛
فهذه الجملة العظيمة التي كانرسول الله -صلى الله عليه وسلم-يكررها في خطبة الحاجة وغيرها على مسامع صحابته -رضوان الله عليهم-فتحدث أثرًا تربويًا هائلاً في شخصياتهم، والتي نسمعها ونكررها في دروسناوخطبنا، هلأحدثت فينا مثل هذا الأثر؟!
هل استحضرنا معانيهاوشهدنا حقائقها؟ هل استشعرنا -صدقـًا- أنفي نفوسنا شرورًا -بالجمع- لابد أن نلجأ إلىالله -تعالى-، ونعتصم به ليخلصنا منها، وأن في أعمالناسيئات لابد أن نفر إلى الله منها، وهي بمنزلة العدو الذي يريد أذانا، ونحن نفرونحتمي بالله منه؟!
أم أن نظرتنالأنفسنا على أنها صاحبة الخيرات، وأن أعمالنا كلها صالحات، وأن آراءنا دائمًا هيالصواب، وأن من خالفنا هو المخطئ دائمًا؟!
وكأننا إذا أقامنا الله في نصرة دينهوالدعوة إليه -وهذا من أعظم الفضل والمنة- قد أخذنا صكًا على بياض بصحة كل الأعمالوسلامتها من الآفات؟!
إن القرآن قد أدَّبالصحابة -رضي الله عنهم-ورباهم، والأمةمن بعدهم على أننا من قـِبَل أنفسنا نـُؤتى؛ قالالله -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْأَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)(الشورى:30)،
وقال -سبحانه-للصحابة لما أصابهم ما أصابهمفي غزوة أحد: (أَوَلَمَّاأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْهُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)(آلعمران:165)،
وإنما قال هذا لمن بقي مع النبي -صلى اللهعليه وسلم- في الغزوة، وليس للذين رجعوا مع عبد الله بن أبي ابن سلول لما رجع بثلثالجيش، وقال لهم أيضًا وهم خير من صحب الأنبياء: (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْيُرِيدُ الآخِرَةَ) (آلعمران:152)،
ومع أن الذين يريدون الآخرة منهم فيهم رسولالله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- وغيرهم من أمثالالجبال، وأثبت إيمانـًا، وصدقـًا، وإخلاصًا، وثباتـًا على الدين؛ إلا أن وجود طائفةتريد الدنيا ممن تركوا أماكنهم وقالوا: الغنيمة، الغنيمة؛ أدى إلى حصول الهزيمة،والمحنة، والبلاء.
ولنتأمل في قوله -تعالى-: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُعَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِيسَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍمِنْهُمْ) (التوبة:117)،
فبعد كل ما قدموه من السبق إلى الإسلام،والهجرة، وفيهم من شهد بدرًا، والحديبية، وسائر المشاهد كلها، بعد كل هذا كاد يزيغقلوب فريق منهم، فليس لأحد أن يظن أن ما سبق له من عمل صالح من ذكر، أو عبادة، أوعلم، أو دعوة، أو جهاد، بعاصم له من الفتنة والمحنة، بل لا يعصم من ذلك إلاالله.
فهل نفتش في أنفسنا وقلوبنا عن إرادة الدنيا؛ لنتخلص منها؟! مع أن أعمالنا ليست كأعمال هؤلاء، ولا إيماننا كإيمانهم؛ فهم في النهايةأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولقد عفا الله عنهم،فكم يؤتى المسلمون منقـِبَلنا، وبسببنا، وكم تتأخر الدعوةبسبب إهمالنا لأحوال قلوبنا، وكم يتناحر المسلمون فيمابينهم، بل ويقتتلون، ويسفك بعضهم دماء بعض بتأويلات ظاهرها الحرص على الدين،وباطنها البغي والحسد، والتنافس علىالدنيا.
إن من أعظم مايستطيع المرء أن يفتش عن نفسه به، ويستخرج عيوبها ليتخلص منها: الصلاة،وتلاوةالقرآن فيها، والتضرع لله -سبحانه-، وسؤاله،ودعاؤه، وكذلك الصبر والثبات على المنهج الحق؛ فليس معنى مراجعة النفس والتفتيش عن عيوبهاالتراجع عن الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة، والذي يظن كثير من الناس أنه السبب الذي ينزل البلاء به؛ لأنه يرى الأعداء يرموننا بكل سهامهم نحوهفيقولون: فلعلنا لو تركنا هذا لكفوا عنا!! وهم والله لا يكفون عنا إلا إذا تركناديننا: (وَلَنْ تَرْضَىعَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَىاللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَمِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(البقرة:120)،
بل الصبر على الحق والثبات عليه هو من أعظمأسباب النصر، ورفع البلاء ودفعه، واستحضار دفاعالله عنا.
ولنتأمل هذه الأوامر الربانيةللمؤمنين: (يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَالصَّابِرِينَ . وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌبَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَالْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِوَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّالِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْرَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:153-157).
فنحن بحاجة شديدة إلى أن نصليكثيرًا، ونسبح كثيرًا، ونذكر الله كثيرًا، بحاجة إلى الصبرعلى الطاعات، وعن المعاصي، وعلى مايصيبنا من بلايا بسبب التزامنا طريق الحق أو بغير ذلك؛ فإن الدنيا لا تخلو من البلاء لأحد مؤمن أوكافر،بر أو فاجر، وفي الصلاة نوهبالعطايا، وينزل الله عليناالرحمات والتي من أعظمها الهداية إلى العيوب، والإعاذة من شرور النفس، وسيئات الأعمال.
فنتأمل في قول الله -تعالى- للمؤمنين في ذكرغزوة بدر: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَرَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)(الأنفال:9)، ولقد بات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة بدر طول الليل قائمًايصلي تحت شجرة يبكي، ويستغيث ربه -عز وجل-، وكذاكان ليلة الأحزاب؛ ليلة أرسل الله عليهم الريح والجنود التي لم يروها، يصلي هويًامن الليل ثم يصلي، ثم يصلي... إلى الفجر.
أعدت مريم -عليها السلام- لما أراد الله -تعالى- من البلاء، ثم الكرامة بالصلاة: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِوَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ . يَا مَرْيَمُ اقْنُتِيلِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (آل عمران:42-43).
وهب الله يحيى لزكريا -عليهما السلام- وهوقائم يصلي في المحراب: (فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِأَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى) (آلعمران:39).
قد تشغلنامشاغل الحياة، وأحيانـًا مشاكل الدعوة عن نصيبنالأنفسنا، فنضعنصيبنا في آخر في سلم الأولويات، وغالبًا ما تأتي الأولويات السابقة عليه فلا يبقى منهشيء؛ فتنمو الحشائشالضارة، بل والسامة فيأرض القلب، وتزداد الأمراض، فتزداد المشاكل، وتزداد المحن، ونحن في غفلة أن السبب منأنفسنا.
نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئاتأعمالنا، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليهاومولاها
منقول
| |
|
KiNg SaMeH عضو اساسى فى المنتدى
دعائك : المزاج : مكان الاقامة : egypt الجنس : عدد المساهمات : 1619 نقاط : 2022 تاريخ التسجيل : 15/01/2010 العمر : 40 العمل/الترفيه : كلها ارزق ربنا تعاليق : عاشق ( و)
| موضوع: رد: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا الخميس فبراير 25, 2010 12:49 am | |
| | |
|