أهل الصلاة
فهذه طبيعة الإنسان وتلك جِبِلَّته: ضعيف، هلوع، جزوع،
منوع، لا يتحمَّل الضراء ولا يُحسن التصرف في السراء، ولا
يُخلِّصه
من ضَعفه ولا يُنجيه من خوره إلا أن يكون من المصلين، فإنها
حينئذٍ
تتغير طبيعته وتتبدلُ حاله، إذ تتنزل عليه السكينة من ربِّه
ويزداد
يقينًا وصبرًا، وتَعظم همَّته ويَسمو مطلبًا ويطمئن نفسًا،
ويقوى على
تقلُّبات الحياة قلبه، ويصلبُ أمام المصائب عودُه، ويتصف بتلك
الصفات
العظيمة ويَترفَّع في المنازل الكريمة، وإن بدء هذه الصفات
الجليلة
والخلال الجميلة بالمداومة على الصلاة، وختمها بالمحافظة على
الصلاة،
إنها لتؤكِّد أن الصلاة هي بداية الخير ونهايته، وأول الفلاح
وآخره،
ومنطلق الكمال وغايته، فأهل الصلاة هم المؤدُّون لحقوق المال،
أهل
الصلاة هم أهل الخشية من الله والخوف من لقائه، أهل الصلاة هم
الراعون
للأمانات الموفون بالعهود، أهل الصلاة هم حافظو الفروج غاضُّو
الأبصار،
وفوق هذا فأهل الصلاة هم أهل الجنة؛ {أُولَئِكَ
فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج: 35].