بسم الله الرحمن الرحيم
كثير منا يتبادر إلى ذهنه، عند ذكر الإشتياق، أنه ذلك اللهيب الجسدي
ويعتنق مبدأ أن الشوق مرتبط إرتباطا وطيدا بالجسد فحسب
لفظ وشعور ملتصق بالجسد فقط
فيرى أن الشوق والجسد وجهان لعملة واحدة
لكن هل منا من عرف معنى الشوق إلى الروح لا لجسد!!!
هل شعرت يوم بنار شوقك اللاهبة الحارقة لروح جسد واقف أمامك
أجل جسد واقف أمامك وأنت مفتقد ومتشوق لروحه
لا أقصد جسد قد سقطت آخر أوراقه
وإنقضت أيامه
لا بل جسد حي يرزق يلمس يُحَس
لكن روحه غائبة عنك، تلك الروح الطيبة العفيفة الصادقة المحبة الحنونة
التي أسرتك يوما وهمت عشقا بها وشغفا
ضاعت وتلاشت وإندثرت...
وأضحت أمواج الإشتياق تتلاعب بك
فحينا تأتي أمواج عالية عاتية ساخنة حارقة
لتهز شرايين فؤادك، وتشعل لهيب قلبك
فتجعلك تواقا لعودة زمن غابر
وحينا آخر تهب أمواج غاضبة ناقمة
لتُحزن روحك، وتُدمع عينك
فتجعلك نادما ساخطا لماضي خائن
لقلب غادر، وروح ناكرة خادعة
فتلمح ذلك الجسد وتجده هو كما هو
لم تتغير ملامحه
ولم تتبدل حروفه
إلا أنك تشعر بأنه غريب عنك
جسد حامل لروح غريبة لئيمة رخيصة
فتحن إلى تلك الروح القديمة
البعيدة المهاجرة
وتشتاق إلى معانقتها وتقبيلها.